من وحي آي الكتاب




"  مِنْ وَحْىِ آىِ الذِّكْر الحكيم " 

مَشْهِد

" إذا الشِّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَ إِذَا النُّجُومِ انْكَدَرَتْ "




المكان : بر النيل الغربى

الزمان : الجمعة


أرى الآن مشهداً خلاباً أخَّاذاً أثلج فؤادى لم أرَ مثيلاً له من قبل .. إنها الشمس تميل جهة غروبها على استحياءٍ إيذاناً بانتهاء يوم آخر من أيام الله . و برفقٍ راحت تنثر أشعة ضوئها فى خيوطٍ ذهبية مجدولة فوق الصفحةالفضية لمياه النيل المبارك  .. شمس الأصيل .. ورد بذهنى ذاك الوصف البليغ حين رأيتُ هكذا مشهد فتذكّرت قوله جل و علا " و اذكر ربك فى نفسك تضرعاً و خيفة و دون الجهر من القول بالغدو    والآصال و لا تكن من الكافرين
فسبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر .. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .. 



!! عجباً .. مالى أرى مشهداً كهذا كما لم أرَهُ قبلاً .. إنه يبدو مغايراً تماماً  لرؤيتى له سلفاً .. ما أروع ما أرى 

أرى ضوءٌ يرنو للخفوت غير ذى قبل 



" أتلك هى " العين الحمئة التي رآها ذى القرنين حين بلغ مغرب الشمس

مالىَ لا أدرى و لا أقوى على حسم كُنْهِ ما أرى 



فبينما أشاهد مُدركاً بحِسِّى .. منظراً بديعاً في خِلقته بعينى رأسى .. و أرى مشهداً كلوحة فنّانٍ .. كاملة الأركان .. و أنظر فى أدق تفاصيل الحدث .. و أُبصر الأمر بأعمق بواطن روحى .. و أتأمل تلك اللوحة النابضة بالثورة و بالحركة و بالحياة أمام عينى فؤادى ..... ويحى



 إذا بقرص الشمس تتسع إستدارته 
أتُرانى أُبصر حلماً ؟ أتقترب الشمس منى ؟

وقبل ورود أى إجابة لفيضان الأسئلة التي غمرت ذهنى .. بدأت الأحداث من حولى تتحرك ببطء لم أعهده فيها فى الماضى .. ياللدهشة !! يزداد توهُّج أشعة الشمس حين غروبها



و فى محاولة منى لحسم أمرى إلتفتُّ أرقُب من حولى لعلّي أتبين حقيقة ما يجري .. أحلمٌ هو أم واقع حاضر حادث ..؟؟.. فإذا هُم جميعاً خُشَّعاً أبصٰرهم فأيقنت أن ما نتشارك في  رؤيته حاضرٌ وواقعٌ وحادثٌ لا محالة

إن الشمس تعود أدراجها نحو عنان السماء و كأنَّ  ..  يالحيرتى مما يجري   من حولى .. أصِدقاً و حقاً ما أرىٰ .........  ؟ 
كأنَّني أرى الشمس ...... تُشرق من جهة غروبها .. 
تِلقاء شرقها ..
 ويزداد تكويرها ..
و يلتهب ضوئها إشعاعاً فغشى الضوء كل شئ من حولى حتى إذا بسطتُّ يدىَ أمام عينى لم أكد أراها .. يالغرابة ذاك الضوء فإنه ضوء لطيف .. كثيف لا يؤذى العين فلم تكن عينىَّ مغمضتين تحاشياً لضوءٍ مثل هذا .. لقد زال الضوء بغتةً فعادت رؤيتي للأشياء من  حولى ..  و لكن ليست الحال كما كانت عليه منذ بُرهه 

يالهول ما تراه عينى !! .. إنها لم تمسى شمساً بل .. كرة من الصخر اليابس تتوسط السماء .. ويحى !! إنَّ ما حدث يتكرر الآن و لكنه يحدث مع النجوم .. إذ تتوهج تلك الأنوار الخافتة ثم تعود ليخبو نورها و تنطفئ كلياً.. و تتهاوى أمام الأبصار تلك النجوم وكأنها حبات لؤلؤٍ وقد انفرط عقدها

ماذا دهانى ؟ كيف أقوى على رؤية ما لايمكن أن يُحكى و لا يوصف ؟ كيف لا أزال واقفاً هنا أتابع ما يحدث ؟

ماذا أفعل ؟ أأركض عدواً ؟ ولكن أين عساى أذهب ؟

فلا عاصم اليوم من أمر الله 
رؤية
أحمد حلمى سيد 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رمزية {("التعبير عن المستقبل بصيغة الماضي")} في القرآن الكريم