من حديث إمام المفسرين شيخنا الجليل الشيخ الشعراوي طيّب الله ثراه حول رخصة التّقِيّة

 

روى الحسن بن علي رضوان الله عليه وعلى أبيه .. 

أن مسيلمة الكذاب جاء برجلين من المسلمين وقال لأحدهما : أتشهد أن محمداً رسول الله .؟؟. 

قال : نعم ،

قال : وتشهد أني رسول الله .؟؟.

قال : نعم ..

فتوجه للآخر وقال: أتشهد أن محمداً رسول الله .؟؟. 

قال : نعم 

فقال : وتشهد أني رسول الله .؟؟. قال : إني أصمّ ..

قال : أتشهد أني رسول الله .؟؟.

قال : اني أصمّ ..

قال أتشهد أني رسول الله .؟؟. 

قال : إني أصم .. فأخذه فقتله ،


فرُفِع الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا قال .؟؟.


"أما المقتول فقد مضى على صدقه ويقينه .. وأخذ بفضله .. فهنيئاً له .. 


وأما الآخر .. فقد تقبل رخصة الله له فلا تبِعةَ عليه .." صدق رسول الله (ص)

وعليه .. فإن " التّقِيّة " رخصة ..

 و" الإفصاح بالحق" فضيلة ..


لننظر إلى (حكمة) التشريع في تلك المسألة ..


فإن كل مبدأ من مبادئ الخير في الكون .. جاء ليواجه ظاهرة من ظواهر الشر في الوجود .. وإن ذاك المبدأ الخيّر يريد منهجاً يأتي له من حكيم أعلى منه .. ويريد صلابة يقين .. وقوة عزيمة للدفاع عن المنهج أمام خصومه .. وقوة تحمّل حتى يظل المنهج باقياً للناس .. فإن لم يُشَرّع الله " التّقِيّة " بقوله تعالى

"إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" لثبتت الفدائية في العقيدة وترسّخت كتكليف إلهي شأنها في ذلك شأن الفرائض .. 

كنا صحيح سنحقق الفدائية التي تفدي مناهج الحق بأن يضحي كل مؤمن بحياته .. وهَبْ أن كل مؤمن وقف هذا الموقف الفدائي .. فمن يحمل عِلم الله إلى الآخرين .؟!!؟. 

فكان من هنا تشريع الله ورخصته

 ل" التقية "..

 وهكذا يُبْقِي الله بطلاقة قدرته للفِداء قوماً .. ويُبْقِي للبقاء قوماً .. لأن الحق سبحانه يريد منهجاً يُعمّر الأرض ويُوَرّث ..


من حديث إمام المفسرين شيخنا الجليل الشيخ الشعراوي طيّب الله ثراه حول رخصة التّقِيّة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رمزية {("التعبير عن المستقبل بصيغة الماضي")} في القرآن الكريم

من وحي آي الكتاب